في السّنوات العديدة تستخدم الجمعية المحمدية معايير وجود الهلال لإثبات بداية الشهر الهجري. مع ذلك، قامت الجمعية المحمدية بالمحاولات لتوحيد تقويم الأمّة الإسلامية من خلال تطبيق التقويم الهجري العالمي الآحادي. ورغم أن كلا النهجين يعتمدان على حسابات حقيقية، إلا أن هناك اختلافات أصولية بينهما تؤثّر على تطبيقهما في العالم الإسلامي.
كل من التقويم العالمي ووجود الهلال لهما أوجه تشابه في اشتراط حدوث اجتماع أو تزامن القمر. مع أنّ الاختلاف الرئيسي يكمن في نطاق ومعلمات رؤية الهلال.
قام التقويم الهجري على مبدأ اتّحاد المطالع، التي تنظر إلى سطح الأرض بأكملها كمطلع موحّد أي مطلع عالمي. وهذا يعني أنّ بداية الشّهر يتمّ تحديدها بناءً على رؤية الهلال بمعايير الحد الأدنى للارتفاع 5 درجات وزاوية استطالة لا تقل عن 8 درجات.
ومن ناحية أخرى، فإنّ وجود الهلال يطبق اختلاف المطالع، حيث يتمّ قبول الاختلافات في المطالع، ويتمّ تحديد بداية الشهر محلياً، كما هو الحال في إندونيسيا مع مطلع ولاية الحكم. أمّا في صورة الهلال، فالشّرط هو أن يكون الهلال فوق الأفق عند غروب الشمس، دون اشتراط ارتفاع معين.
لماذا اختارت الجمعية المحمدية هذا التقويم ؟
ترى الجمعية المحمدية أنّ المسلمين في الحاجة الماسة إلى نظام تقويم متكامل عالميًا. لأنّ عدم التقويم العالمي يؤدّي إلى حدوث فوضى مختلفة في تنظيم التقويم بين المسلمين. ثمّ إحدى المشاكل الرئيسية هي اختلافات في إثبات بداية الشهر الهجري التي تؤدّى إلى اختلافات في إثبات الأعياد الإسلامية، مثل إثبات بداية شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى، والتي لا بدّ أن يحتفل بها جميع المسلمين في العالم في وقت واحد.
ترى الجمعية المحمدية بأنّ تطبيق التقويم الهجري العالمي الآحادي حلولاً لهذه المشكلات المتنوّعة مع عدّة أهداف رئيسية:
تلبية احتياجات العبادة
على وجه الخصوص بعض العبادات المرتبطة بمكان و غيره، مثل صيام يوم عرفة، الذي يتطلّب توحيد الوقت في جميع أنحاء العالم.
توحيد المسلمين في الأعياد والاحتفالات
توحيد المسلمين في الصيام والاحتفال بالأعياد في وقت واحد, سيعزّز الشعور بالعمل الجماعي كأمّة واحدة.
توفير الثبوت الإداري
عندما يمكن تأكيد تواريخ وأيام العطلات مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، يمكن للمسلمين التّخطيط بسهولة أكبر للأنشطة المختلفة، بما في ذلك التّقدّم بطلب للحصول على إجازة وحجز أماكن للصلاة وغيرها من الأنشطة التي تتطلّب التّخطيط مسبقاً.
القضاء على النزاعات
من الممكن لأجل التّقليل من النّزاعات بسبب الخلافات في بداية الشهر الهجري مع وجود تقويم عالمي متفق عليه بشكل متبادل.
إنّ اعتماد التقويم الهجري يعني أنّ الجمعية المحمدية تعمل جاهدة لجلب المسلمين نحو نظام تقويم أكثر انتظامًا وتناغمًا، فضلاً عن تمكين الاحتفالات وتنفيذ العبادة أكثر انسجامًا في جميع أنحاء العالم. وهذه خطوة في توحيد المسلمين في وقت واحد، وتقليل الانقسامات، وتقوية أواصر الأخوة بين جميع الناس.
Discussion about this post