كان الشعب الإندونيسي يحتوى بعديد من القبائل والأعراق والأديان المختلفة. في ناحية أخرى تتكوّن إندونيسيا بعديد من الجزر المنتشرة في جميع أنحائها بهذا السبب هناك عديد من المناطق النائية لم تحصل إليها مرافق وخدمات عامة مثل المدارس والجامعة والمستشفيات. خاصة في مناطق شرق إندونيسيا التي تسكن فيها نصف الشعب الإندونيسي تقريباً. ولم يكون هناك مرافق وخدمات عامة مثل المناطق الأخرى وأغلب سكانها غير المسلمين.
فالجمعية المحمدية كمنظمة إسلامية افتتحت عدة المدارس والجامعات والمستشفيات مع مرافق وخدمات أخرى لم توفّرها الحكومة الإندونيسية ولم تختصر هذه الخدمات للمسلمين فقط. حتى غير المسلمين مسموحون في التحاقهم في المؤسسات التعليمية للجمعية المحمدية وبلغ عدد طلابها ومدرسيها من غير المسلمين أكثر من 70%.
فما حكم تدريس غير المسلمين في المؤسسات التعليمية الإسلامية مثل المدارس والجامعات المحمدية ؟
المعاملات بين المسلمين وغيرهم في الأمور الدنياوية مباحة ما دامت لنشر الخير والفوائد للجميع. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتعامل مع غير المسلمين في البيع والتعاون.
كما قال تعالى :
لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيْنَ لَمْ يُقَاتِلُوْكُمْ فِي الدِّيْنِ وَلَمْ يُخْرِجُوْكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوْهُمْ وَتُقْسِطُوْآ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِيْنَ [الممتحنة، 60: 8].
كما في الحديث :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ اِشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُوْدِيٍّ طَعَامًا وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ [رواه البخاري ومسلم].
إذاً تدريس غير المسلمين في المؤسسات التعليمية الإسلامية مباح. بالشروط التالية :
آداب اللباس
على المدرسين من غير المسلمين خاصة نساؤهم أن يلبس الملابس الساترة وليس عليهنّ بلبس الحجاب. وهذا الآداب من نظام المؤسسة التعليمية لابدّ بإعلانه منذ البداية.
السمات الدينية
على المدرسين من غير المسلمين أن لا يستخدم السمات الدينية مثل القلائد الصليبية أو غيرها من الرموز غير الإسلامية، وذلك للحفاظ على سمعة المؤسسة التعليمية كجزء من التعليم الإسلامي.
المواد التعليمية
على المدرسين من غير المسلمين تدريس المواد التعليمية العامة مثل الرياضيات والعلم الأحياء والعلوم الأخرى فقط.
التقييم والتثقيف
لابد بالتقييم والتثقيف إن وجد شيء يميل من أهداف الجمعية المحمدية لنشر الإسلام بوسيلة المؤسسة التعليمية.
قدوة المسلمين
على جميع المسلمين في المؤسسات التعليمية للجمعية المحمدية أن يكونوا قدوة لغير المسلمين وسيلة للدعوة وتثقيفهم عن الإسلام كرحمة للعالمين.
Discussion about this post