سوراكرتا-تمّ برنامج “الحوار متعدد الثقافات وبناء السلام في فلسطين” في ثلاث مدن رئيسية، وهي يوكياكارتا وسوراكرتا وجاكرتا، في الفترة من 11 إلى 18 ديسمبر 2024الذي عقدته هيئة العلاقات والتعاون العالمي بالهدف إلى تعزيز قدرة الشباب الفلسطيني على بناء السلام من خلال الحوار اللاعنفي والتفاوض والوساطة.
هذا البرنامج عبارة عن سلسلة من أنشطة بناء السلام أو معمل بناء السلام لفلسطين التي أطلقتها هيئة العلاقات والتعاون العالمي بالتعاون مع هيئة إدارة الزكوات والتبرعات للجمعية المحمدية.
وتحدّثت أمينة هيئة العلاقات والتعاون العالمي, ياياه حسبية وكانت محاضرة في هذا النشاط المعقّد في الجامعة المحمدية بسوراكارتا أن هذا النشاط هو ابتكار جديد لم يتم تنفيذه من قبل في إندونيسيا.
وقالت “لقد تركز الكثير من الدعم لفلسطين حتى الآن بشكل أكبر على المساعدة الإنسانية مثل الإمدادات الغذائية الأساسية أو الأدوية أو المناصرة الدولية.
ومع ذلك، فإن الجمعية المحمدية، باعتبارها منظمة مدنية ، لديها قيود في الوصول إلى الأطراف المشاركة المباشرة في الصراع. لذلك اخترنا مجال تثقيف الشعب بين الأفراد من خلال زيادة قدرات جيل الشباب الفلسطيني”.
وتابع أن هذا البرنامج حظي بالثناء باعتباره إنجازًا كبيرًا من قبل المنظمات من آسيا. وعادة ما تأتي مبادرات مماثلة من منظمات في أوروبا.
حضر في هذه المناسبة د. الحسين رزاوي كمدير الشؤون الثقافية بمنظمة التعاون الإسلامي ومعتصم تيم كرئيس معهد القدس بجامعة القدس وكايد معاري من مركز شهد- مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية الاجتماعية وياياه حسبية.
وقالت “تدعم الجمعية المحمدية بشتي الطرق. هذا البرنامج خطوة استثنائية تهدف إلى تمكين الشباب الفلسطيني حتى يتمكنوا من التغلب على الصراع بشكل مستقل بطرق غير عنيفة”.
وبصرف النظر عن التركيز على التعليم والصحة، أكد ياياه أيضًا على أهمية التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني.
قالت “نحن نعتقد بأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تمكين المجتمعات من خلال التعليم والصحة والاقتصاد.إن حل الصراعات غير العنيفة هو المفتاح لإنهاء دائرة العنف المتكرر”.
وفي هذه السلسلة من البرامج، صممت الجمعية المحمدية أيضًا مبادرة لإنشاء متحف فلسطين كنوع من الالتزام بتوثيق تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني. ولا يزال اسم هذا المتحف قيد البحث، مع وجود عدة خيارات مثل متحف النكبة الفلسطينية أو متحف الإبادة الجماعية الفلسطينية.
قالت “نأمل أن يكون هذا البرنامج خطوة أولى مستدامة. وإن الجمعية المحمدية كمنظمة مجتمع مدني تريد الاستمرار في دعم فلسطين، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية ولكن أيضًا من خلال تعزيز قدرة جيل الشباب الفلسطيني على بناء مستقبل أفضل”.
ومن المؤمل أن يكون هذا البرنامج مصدر إلهام للمنظمات الأخرى لدعم السلام في فلسطين بطريقة مبتكرة ومستدامة.
وأوضح مدير دائرة الشؤون الثقافية بمنظمة التعاون الإسلامي الحسين رزاوي أن الحرب الدائرة في فلسطين امتدت إلى تأثيرات ثقافية. وهو يرى أن اليهود في إسرائيل يحاولون التأثير على نظرة المجتمع الدولي للأراضي الفلسطينية.
فيجب تشجيع نهج التعددية الثقافية باعتبار أن فلسطين منطقة مليئة بالتنوع الثقافي والعرقي. فلسطين مهد الحضارة الإنسانية. ولا يمكن فصل ذلك عن تأثير الديانات السماوية الثلاث، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، التي تطورت في هذه الدولة.
قال الحسين “لهذا السبب نحتاج إلى نهج متعدد الثقافات. تصحيح المفاهيم الخاطئة بين الديانات السماوية الثلاثة في النظرة لبعضها البعض”.
ينظر الحسين إلى إندونيسيا باعتبارها نموذجاً جيدًا لكيفية عيش المجتمع في الوئام. وتابع أنّ التنوّع في إندونيسيا هو مثال مثالي يمكن تطبيقه في فلسطين لبناء السلام والوئام بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
قال “إندونيسيا تعد مثالا ممتازا لكيفية عيش الناس من خلفيات متنوعة معا بالسلام”.
Discussion about this post