يوجياكرتا- من خلال حلقة لمجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية للدراسة على أحكام التوابل المستخدمة في الطبخ الياباني التقليدي في مسجد جامعة أحمد دحلان يوم الجمعة (24\1) تحدّث رئس مجلس الإفتاء الشيخ حميم إلياس عن أهمية هذا الموضوع.
قال أنّ عقد هذه الحلقة لجواب السؤال من نور حسنة ساتومي أوكاتا من المسلمات اليابانيات التي سألت عن حكم الخمر أو المسكّرات في توابل الطبخ الياباني التقليدي.
تحدّث الشيخ حميم أنّ الدراسة في هذه الحلقة باستخدام المناهج الشاملة بمشاركة العلماء من شتى المجالات العلمية سواء من الجمعية المحمدية أو في خارجها.
وقال “في الجمعية المحمدية كل فتوى تخضع دائما لدراسة معمقة مع الاهتمام بالعلم. ولذلك، فإننا نستخدم المناهج من شتى الخبرات المختلفة للتوصل إلى قرارات يمكن قبولها على نطاق واسع”.
تنقسم هذه الحلقة إلى ثلاث جلسات نقاشية رئيسية. الجلسة الأولى بعنوان “المسكرات في منظور الفقه الإسلامي والصحة والصيدلة” قدمها متحدثان، وهما عارف الدين، عضو قسم تطوير الفتوى والتوجيه لمجلس الإفتاء والتجديد ونينا سلامة، محاضرة في كلية الصيدلة بجامعة أحمد دحلان. تتناول هذه
المناقشة جوانب الشريعة الإسلامية، والآثار الصحية، والمراجعات الدوائية المتعلقة بمحتوى المسكرات.
في الجلسة الثانية، بعنوان “ضوابط الحلال للمأكولات في منظور فقه الأقليات” بتقديم محمد رافق مذكر، بالإضافة إلى مقدمة عن التوابل المخمرة اليابانية التقليدية التي قدمتها نور حسنة ساتومي أوكاتا. تستكشف هذه الجلسة مبادئ فقه الأقليات التي تأخذ بعين الاعتبار أحوال المسلمين في البلدان غير الإسلامية، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالأطعمة المخمرة.
وفي الجلسة الثالثة بعنوان “أفضل ممارسات معايير الحلال في البلدان ذات الأقليات المسلمة”، بتقديم إلفينا أغوستينا رهايو، عضو هيئة تدقيق ودراسة “حلالا طيبا”، ودياه ربيعة الأدوية، عضو الرئاسة البلدية الاستثنائية للجمعية العائشية في أستراليا. وشرح المتحدثون تجاربهم واستراتيجياتهم في تطبيق معايير الحلال في البلدان ذات الأقليات المسلمة.
وأكّد الشيخ حميم على أهمية منهج الفقه الأقليات في هذه القضية. وأنّه يتطور في تسعينيات القرن العشرين وأشاعه الشيخ يوسف القرضاوي، على ضرورة مراعاة الوضع والظروف في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أقلية. أحد المبادئ الأساسية هو التدرج في تطبيق القانون.
قال “إن فقه الأغلبية الذي ينطبق في المناطق الإسلامية غالبا ما يكون من الصعب تطبيقه في البلدان التي تضم أقلية مسلمة مثل اليابان. من أجل ذلك، يجب فهم البنية الاجتماعية والاقتصادية المحلية قبل تحديد مدى حلال أو حرام على التوابل التي تحتوي على المسكرات”.
وفي هذا السياق تشير الجمعية المحمدية أيضاً إلى المبادئ الموجودة في منهج الترجيح التي تعطي الأولوية للتوازن بين الخير المادي والروحي، والدنيوي والآخر.
قال الشيخ حميم “الدين يجب أن يبني الإنسان ليحقق الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة”.
تحدّث الشيخ حميم عن الحاجة الماسة إلى إعادة بناء أكثر سياقية لفهم الحلال والحرام دون التخلي عن المبادئ الأساسية للفقه. ومن المتوقع أن يقدم هذا النهج حلولاً لعملية الاحتفاظ على القيم الإسلامية.
وتحدث الشيخ حميم عن الآية 249 من سورة البقرة للدلالة على أهمية ثبات المسلمين رغم كونهم أقلية. ويأمل أن تكون نتائج هذه الحلقة مفيدة للمسلمين في اليابان من الناحية المادية والمعنوية.
Discussion about this post