يوجياكرتا- من خلال حلقة لمجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية للدراسة على أحكام التوابل المستخدمة في الطبخ الياباني التقليدي في مسجد جامعة أحمد دحلان يوم الجمعة (24\1) تحدّثت دياه وبيعة الأدوية من أعضاء الرئاسة البلدية الاستثنائية للجمعية العائشية في أستراليا عن تحديات الحصول على شهادات الحلال في بلدها.
قالت “في أستراليا بدأت شؤون شهادات الحلال تحت إشراف الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية المنتمي إلى السعودية”.
ولكن توقف هذا الأمر بعد فضيحة كبرى في تسعينيات القرن العشرين بشأن استبدال لحوم الكنغر والخيل بلحوم البقر. وقد هزت هذه القضية سمعة أستراليا باعتبارها دولة مصدرة للحوم الحلال، مما دفع في نهاية المطاف إلى إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في القضية.
كشف التحقيق عن وجود شهادات حلال مزورة، مما دفع الحكومة الأسترالية إلى التوصية بتنويع سلطات إصدار شهادات الحلال. ومنذ ذلك الحين، نشأت هيئات مستقلة مختلفة لإصدار شهادات الحلال، بما في ذلك هيئة إصدار شهادات الحلال في أستراليا، والمجلس الإسلامي الأعلى للحوم الحلال، والمجلس التنسيقي الإسلامي في فيكتوريا. ومع ذلك، فإن كل واحدة من هذه الوكالات لديها معايير مختلفة، مما يؤدي إلى عدم التوحيد في تعريف وممارسة شهادات الحلال في أستراليا.
و تحدّثت دياه أيضًا عن الاختلاف في الرقابة الحكومية بين الصادرات والمنتجات المحلية. بالنسبة للمنتجات المصدرة، مثل اللحوم المرسلة إلى إندونيسيا، فإن الرقابة صارمة للغاية وتتضمن عمليات تدقيق من قبل الحكومة الأسترالية والمؤسسات الإسلامية في البلد المتلقي. وعلى النقيض من ذلك، فإن السوق المحلية، التي تمثل 80% من المنتجات الحلال أقل تنظيماً، مما يترك مجالاً للاحتكارات من قبل هيئات التصديق الكبرى التي تعمل بشكل مستقل.
قالت “إن الحكومة الأسترالية تركز على سلامة الغذاء وحماية المستهلك أكثر من تركيزها على معايير الحلال. ويضع هذا الوضع تحديات أمام المسلمين لضمان حلال المنتجات التي يستهلكونها، وخاصة في قطاع الأغذية غير المصنعة من اللحوم، مثل بهارات الطبخ اليابانية التقليدية”.
قالت فإن قضية شهادات الحلال في أستراليا ليست خالية من الجدل السياسي والاجتماعي. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نمت الحركة المناهضة للحلال بسرعة، مع اتهامات باستخدام الأموال الناتجة عن شهادات الحلال لتمويل الأنشطة غير القانونية بما في ذلك الإرهاب. وقد ثبت أن هذه الإدعاءات لا أساس لها بالصحيح بعد تحقيق شامل أجرته شبكة ABC News. ومع ذلك، فإن هذه المشاعر المعادية للإسلام أدت إلى تدهور موقف المسلمين في الدعوة إلى تلبية احتياجاتهم.
وأكدت دياه أنّ في ظل هذه التحديات، فإن المسلمين في أستراليا يستفيدون من ارتفاع أسعار المنتجات النباتية التي تلبي معايير الحلال بشكل طبيعي.
وذكّرت أيضاً بأهمية تنشيط الدراسة عن الأحكام الشرعية لمساعدة المجتمع المسلم على فرز واختيار المنتجات التي تتوافق مع معتقداته.
وفي النهاية، خلصت دياه إلى أنه في حين تواجه عملية إصدار شهادات الحلال في أستراليا العديد من التحديات، فإن التعاون بين الحكومة وهيئات إصدار الشهادات والمجتمع الإسلامي يمكن أن يكون مفتاحاً لإنشاء نظام أكثر شفافية وإنصافاً.
قالت “إن هذا نضال جماعي يجب أن نستمر في خوضه من أجل استدامة استهلاك الحلال”.
Discussion about this post