بقلم : الأستاذ الدكتور شفريمين
رئيس هيئة إدارة الزكوات والتبرعات للجمعية المحمدية في لامبونج
الطلاب الإندونيسيون في جامعة الأزهر الشريف بمصر هم ليس طلاب العلم الشرعي فقط, بل يلعبون دوراً استراتيجيًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والدول العربية . إنهم ليسوا مجرد متعلمين دينيين، بل هم سفراء ثقافيون، وجسور للتواصل، ووكلاء للتغيير الاجتماعي.
وفي خضم الديناميكيات السياسية والاجتماعية في المنطقة، يتواجد الطلاب الإندونيسيون بروح السلام والتضامن. ويقومون ببناء حوار بين الثقافات مع الطلاب من مختلف البلدان، ويقدمون الوجه المعتدل والمتسامح والودي للإسلام الإندونيسي. ويعد هذا التفاعل، على الرغم من بساطته، شكلاً من أشكال الدبلوماسية الشعبية التي تعمل على تعزيز الصورة الإيجابية لإندونيسيا في نظر العالم.
بل إن اهتمامهم يمتد إلى العمل الحقيقي. ينشط العديد من الطلاب الإندونيسيين في الحركات الإنسانية، بما في ذلك جمع التبرعات والدعوة لفلسطين.
ويظهرون أن التضامن ليس مجرد شعار بل هو عمل ملموس، سواء من خلال جمع التبرعات، أو التعاون مع المنظمات الدولية لتخفيف معاناة الآخرين كالبعثات الإنسانية بغض النظر عن الدين.
ويمتد دورهم أيضًا إلى البلدان الأخرى المحتاجة، مما يجعل وجود الطلاب الإندونيسيين رمزًا للأمل والتعاطف العالمي. لقد أرسلوا رسالة أخلاقية مفادها أن كون الشخص مثقفًا لا يعني المعرفة في الرأس فحسب، بل أيضًا الشجاعة في العمل والإخلاص في مساعدة الآخرين دون النظر إلى القبيلة أو الأمة أو الدين.
بقلوب صادقة وخطوات ثابتة، لا يبني الطلاب الإندونيسيون في الأزهر الشريف مستقبلهم فحسب، بل يبنون أيضًا جسور الأخوة بين الأمم. إنهم دليل على أن الدبلوماسية والإنسانية يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب، وأن التغيير الكبير يبدأ غالباً بقلب مهتم.
فليظل أقوالهم وأفعالهم ولطفهم نسمة من الهواء النقي للسلام العالمي وبركة للكون، كمظهر من مظاهر وظائف عباد الله لعمارة الأرض.
Discussion about this post