بانكوك- من خلال الدرس العلمي الذي عقدته الرئاسة البلدية الاستثنائية للجمعية المحمدية في تيلاند يوم الأحد (23\2) تحدّث رئيس الجمعية المحمدية شفيق عبد المغني عن تاريخ الفكر الإسلامي.
تحدث شفيق في محاضرته على تطور الفكر الإسلامي من عصره الذهبي إلى التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية في العصور الوسطى. وأوضح أن الحضارة الإسلامية قبل العصور المظلمة كانت الداعم الرئيسي للعلوم العالمية مع ولادة العديد من العلماء المسلمين الذين قدموا مساهمات كبيرة سواء في مجالات السياسة أو الفكر أو العلم.
قال “الإسلام كان في وقت ما مركز العلوم العالمي، حيث لعب العلماء المسلمون دوراً في مختلف التخصصات”.
لكن بعد هذا العصر الذهبي شهد العالم الإسلامي تراجعاً في العصور الوسطى الإسلامية. ورغم أنه من الناحية السياسية كانت هناك قوى عظمى مثل الأتراك العثمانيين الذين حلوا محل مجد الإسلام في إسبانيا.
ومن الأسباب التي تذكر كثيرا هو تدمير خزائن المعرفة بسبب هجمات المغول والمناظرات الفلسفية التي أعاقت تطور العقلانية، مثل الجدل بين الغزالي وابن رشد.
تحدّث شفيق أيضًا أنه في العصور الوسطى، أصبحت المدارس الفكرية الإسلامية راسخة بشكل متزايد، مما تسبب في نقص الابتكار في الفكر الديني. إن أغلب العلماء يلتزمون بالآراء الكلاسيكية دون إجراء أي إعادة تفسيرات كبيرة لها.
علاوة على ذلك فإن ظهور المؤسسات الصوفية في شكل طرق يعمل أيضًا على تعزيز التعصب في الممارسة الدينية، على الرغم من أنه من ناحية أخرى له تأثير إيجابي على الحياة الروحية للمسلمين.
وأوضح أنه حين جاء العصر الحديث ظهر مفكرون إسلاميون حاولوا تصحيح الممارسات الدينية السابقة وإحياء روح الإسلام المتقدم.
وتعتبر شخصيات مثل سيد أحمد خان في الهند أحد المحاولين في تكييف الفكر الغربي الحديث في تفسير الشريعة الإسلامية، بما في ذلك قضايا مثل العبودية، والمساواة بين الجنسين، والإصلاح القانوني الإسلامي.لقد شكلت هذه الحركة الفكرية التي قام بها السيد أحمد خان في الهند ميلاد الفكر الإسلامي الحديث الذي سعى إلى تكييف التعاليم الدينية مع متطلبات العصر.
وأكد شفيق أيضًا أن الأمة الإسلامية في هذا العصر لم تزال في مواجهة التحديات الجديدة، بما في ذلك تأثير العولمة والتقدم التكنولوجي والتحولات الاجتماعية والثقافية. وفي هذا العصر يحاول المفكرون الإسلاميون المعاصرون الموازنة بين القيم التقليدية وتغيرات العصر حتى يبقى الإسلام ذا أهمية في حياة الناس. ويتضمن هذا الجهد إعادة تفسير النصوص الدينية مع الأخذ في الاعتبار السياق الاجتماعي الحالي.
قال شفيق أن “على المسلمين القدرة للردود على التحديات الحديثة دون أن يفقد جوهر تعاليمه”.
وأكّد شفيق على أنّ دين الإسلام لازم الاستمرار في التوجّه إلى الأمام، ولا يقع في فخ العقيدة التي تعوق التنمية. قائلاً “الإسلام التقدمي هو الإسلام الديناميكي، والمتكيف، والمستمر في البحث عن حلول لتحديات العصر”.
Discussion about this post