بانتول – من خلال الدرس العلمي للمركزي لشهر رمضان عام 1446 هـ\2025 م في الجامعة المحمدية بيوجياكرتا يوم الأحد (3\3) تحدّث أمين مجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية محمد رفيق مذكّر عن كيفية الاستفادة من كتب التراث الإسلامية.
وقال أنّ هناك ثلاثة نماذج رئيسية لفهم كتب التراث الإسلامية والتي وصفها في اللغة الإندونيسية بأنها “كتب صفراء”، واقترح النهج الوسطي باعتباره الحل الأمثل.
ثلاثة نماذج لفهم التراث
الأول , على أسس الرأي بأن كل ما يأتي من الماضي هو كافٍ وهو حقيقة مطلقة. ويشير إلى كتاب محمد سعيد رمضان البوطي المسمى “اللَّامذهبية : أخطر بدعة توحيد الشريعة الإسلامية”.
قال نقلا عن هذا الكتاب أنّ عدم اتباع المذهب هو أمر خطير وهو أعلى البدع وأخطر البدع التي تهدد الشريعة الإسلامية.
واعترف رفيق بأنه تفاجأ بهذا الرأي، خاصة بعد أن تذكر سؤالاً في ندوة حضرها كمحاضر.
قال “سألني أحدهم يا شيخ ماذا لو صادفنا قول علماء السلف وهو خطأ عندنا فهل لنا أن نختلف في الرأي؟ فأجبت أنّ الجمعية المحمدية لا تؤمن بالأقوال المخالفة للرأي والعقل”.
قدّم رفيق مثلاً أنّ ذُكر في كتب الفقه القديمة في أطول مدة للحمل.
قال “هناك قصص أسطورية، قصص عن الإمام الشافعي أو الإمام مالك الذي ظل في بطن أمه عامين. وفي الفقه الإسلامي يجوز للمرأة أن تحمل خلال فترة عامين”.
ثم شارك رفيق تجربته في تأكيد ذلك مع أحد الخبراء.
قال “سألته هل هذا القصة صحيحة يا سيدي؟ ويقول من المستحيل أن يحدث ذلك، فهو يتعارض مع العقل، ويتعارض مع المعرفة. إذا كان لا يتوافق مع العلم الحديث ولا يتوافق مع تطور المعرفة، قل وداعا له وهذا يكفي”.
يرى رفيق أن هذا النموذج الذي يسميه مبني على السكون أصبح أقل أهمية اليوم.
هذا النموذج يطبقه أيضاً علماء مسلمون مثل شهاب أحمد في كتابه “ما هو الإسلام”. وعلى الرغم من أن نموذجه هو نفسه نموذج البوطي، أي كونه مخلصًا للتقاليد الفكرية للسالفة إلا أن شهاب أحمد يميل إلى الاحتفاء بتنوع وجهات النظر في الماضي كمبرر للقيام بأشياء خارجة عن العقيدة الإسلامية.
ذكر أن شهاب أحمد كان يمارس ذلك حتى بشرب الخمر بحجة أن الشخصيات مثل ابن سينا وأبو زيد البلخي وناصر الدين كانوا يفعلون ذلك أيضًا.
بحسب رفيق فإن هذا النهج ما بعد الحداثي غير صحي أيضًا لأنه فضفاض للغاية وغير انتقائي.
النموذج الثاني يتمثل في شخصيات مثل جاسر عودة غير مؤمن بكتب التراث.
وقال “بالنسبة له فإن العلماء الذين عاشوا في الماضي كانوا تحت سيطرة السلطة، لذلك لم يكونوا أحراراً في الحديث عن العلم”.
ويرى رفيق أن جاسر عودة يتجاهل حتى علم الجرح والتعديل. كمثال ملموس ذكر رفيق مراجعة سن زواج عائشة رضي الله عنها.
قال “في الأحاديث التي نؤمن بها تقليديا، تزوجت عائشة في سن السادسة أو السابعة وعاشت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سن التاسعة. ثم ظهر من أنكره أو كان من المحدثين فقال: ليس صحيحاً أنها ست أو سبع سنين، والصحيح أنها سبع عشرة أو تسع عشرة سنة، فما هو هذا الحديث؟ السلسلة واضحة، والعين واضحة. قالو لا. و أنّ الرواة كانوا أشخاصاً يعيشون في وضع سياسي وأرادوا إرضاء النخبة الأموية والنخبة العباسية، لذلك شرعوا زواج الأطفال”.
ويرى رفيق أن هذا النهج ليس مثاليا أيضا لأنه لا يحترم تراث الماضي.
نموذج الوسطية كحل
ثم قال رفيق واقترح نموذجا ثالثا، وهو النهج الوسطي كأسلوب أمثل للتفاعل مع كتب التراث الإسلامية و قال إن الواسطية تكون في ثلاثة أشياء:
أولاً، لأن التراث الفكري الإسلامي غني جداً.
قال “لم يتبق من المدارس الفقهية إلا أربع مدارس، وقد أنتجت كل منها عددًا كبيرًا من الكتب. و إن الحضارة الإسلامية هي حضارة الكتب.”
ومع ذلك، الكتب الصفراء أي كتب التراث أصبحت نادرة القراءة ولم تعد تستخدم في تدريس العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وقال رفيق إن عدّة المؤلفين مثل عاصي الشيباني كتبت كثيرا في موضوعات السياسة والزعامة، لكن هذه الأعمال لم تكن مدرجة في الخطاب الأكاديمي .
ثانياً، تعمل كتب التراث كرموز للشرعية والسلطة.
ثالثا، التقاليد الفكرية مهمة لأنها تمثل تراكم المعرفة على مدى قرون.
Discussion about this post