يوجياكرتا- من خلال برنامج جواب مجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية يوم الأربعاء (12\3) تحدّث أعضاء المجلس مخلص رحمنتو عن الحريق في لوس أنجلوس الحادثة قبل الأيام.
بدأ مخلص بشرح وجهتي نظر أوليتين خطرتا بباله. أولاً، من الطبيعي أن ينظر إلى الحرائق باعتبارها كوارث طبيعية عادية ناجمة عن الظروف البيئية، مثل الجفاف الذي يجعل النباتات قابلة للاشتعال.
وقال “إذا كان جافًا، فهو قابل للاشتعال تلقائيًا، وهذا هو أول ما يتبادر إلى الذهن”.
ولكنه أقر أيضاً بوجود وجهات نظر أخرى تنشأ من “الغريزة الإنسانية”، وخاصة في سياق السياسة العالمية. وقال مخلص إن الناس بما في ذلك المسلمين، قد
يرون الأحداث السيئة في أميركا – المعروفة بدعمها لإسرائيل في الصراع الفلسطيني – كشكل من أشكال “العدالة الإلهية”.
قال “عندما نرى أمريكا تمر بكارثة، هناك شعور بالامتنان، وكأن الله ينصرنا. وهذا رد الفعل طبيعي كجزء من النفس البشرية التي غالبا ما تربط الكوارث بالانتقام من الظلم”.
وأكّد مخلص أن مفهوم العذاب في الإسلام لا يجب أن يفسر على أنه تعذيب مباشر من الله. واستشهد بمعنى اللغة، موضحًا أن العذاب يعني “شيئًا مؤلمًا أو يجلب المعاناة”. وضرب مثالاً بسيطاً، مثل قطع الإصبع بالسكين عند تقطيع التوابل، وهو ما يمكن أن يسمى عقوبة بالمعنى اللغوي أيضاً.
وأشار أيضاً إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رواية الإمام البخاري الذي وصف السفر بأنه “من أصغر العقوبات” لما فيه من المنغصات، مثل صعوبة النوم العميق أو أداء العبادة بسلام.
وفي سياق أوسع يرى مخلص أن العقوبة بالتعذيب المباشر لم تكن إلا للشعوب السابقة مثل قوم النبي نوح الذين غرقوا في الطوفان أو قوم النبي لوط الذين هلكوا.
كما يقدم وجهة نظر فريدة مفادها أن الكوارث، بما في ذلك حريق لوس أنجلوس، لا تتعلق دائمًا بالانتقام، ولكنها قد تكون اختبارات أو حتى نعمة مقنعة.
قال “كل شيء من الله طيب. إذا كان الأمر سيئًا، فنحن صبورون؛ وإن تكن نعمة فنحن نشكرها” .
وأصبح النقاش أكثر إثارة للاهتمام عندما ربط مخلص الكارثة بقانون السبب والنتيجة .
قال “إذا قمنا بإزالة الغابات، فمن الطبيعي أن تحدث فيضانات أو انهيارات أرضية. وإنها ليست عقابا مباشرا، بل هي نتيجة لأفعالنا”.
ومع ذلك، فإنه لا يزال يترك الباب مفتوحا لاحتمال أن المعاناة الناجمة عن الكوارث يمكن أن تسمى عذاباً بالمعنى اللغوي.
وفي ختام الجلسة دعا مخلص الحضور إلى التفاؤل وحسن الظن بالله تعالى مع الاستمرار في بذل الجهود.
قال “الكوارث ليست مجرد عذاب، بل هي دروس. وربما يستطيع دونالد ترامب أن يتعلم من هذا: سيكون من الأفضل إنفاق ميزانية الدولة الأمريكية على إصلاح معدات مكافحة الحرائق بدلاً من إمدادات الأسلحة”.
Discussion about this post