يوجياكرتا- تمّ عقد الندوة العلمية حول منهج الإفتاء بين دار الإفتاء المصرية ومجلس التجديد والإفتاء للجمعية المحمدية يوم الاثنين (17\3) في المكتب الرئيسي للجمعية المحمدية في يوجياكرتا بحضور الشيخ أحمد عبد الحليم خطاب من دار الإفتاء المصرية والشيخ شمس الأنوار كرئيس للجمعية المحمدية.
أقيمت هذه الندوة لتعزيز العلاقات العلمية والودية بين مؤسسات الإفتاء بين مصر وإندونيسيا مع النقاش حول مناهج الإفتاء المناسبة بتحديات العصر الحديث.
بدأ الشيخ أحمد عبد الحليم خطاب بالشكر والدعاء في وسط شهر رمضان الكريم.
حيث قال “نحن في وسط رمضان وأدعو الله أن يجعلنا في هذا الشهر العظيم من المقبولين”.
شكر الشيخ أحمد الجمعية المحمدية على دعوته في هذه الندوة وأكّد بتعزيز العلاقة الودية بين مصر وإندونيسيا خاصة في نشر القيم الدينية منذ القدم.
قام دار الإفتاء بإرسال عشرة من علمائه ومن الأزهر الشريف إلى إندونيسيا لزيارة المساجد والجامعات والندوات الدينية في هذا البلد بعد توقيع المذكرة بين الجمعية المحمدية مع الأزهر الشريف في شهر فبراير.
مناهج الإفتاء وتحدياتها
تحدّث الشيخ أحمد أنّ هناك 3 مناهج رئيسية للإفتاء.
الأوّل, منهج التضييق والتشديد, وهذا من أسهلها ولكنّه لا يقدم الحلول لمشاكل الناس.
وقال الشيخ “كل أحد قادر بقول هذا حلال وهذا حرام, ولكنه ليس حلاً مناسباً”.
الثاني, منهج التساهل, وهذا عبارة عن تقليل الاحترام على الشريعة.
الثالث, منهج الوسطية والاعتدال, وهذا المنهج الرئيسي لدار الإفتاء المصرية.
قال الشيخ أحمد أنّ هذا المنهج يوافق قول الله تعالى في أية 143 من سورة البقرة حيث ذكر فيها بأنّ المسلمين هم “أمة وسطاً”. وكما قال ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ خير الأمور أوسطها.
قال “وهذا للتأكيد عن أهمية الابتعاد عن التطرف في الإفتاء, سواء كان في الإفراط أو التفريط”.
قال الشيخ أحمد أنّ هذا المنهج وفق المذاهب الأربع الأساسي مع النظر إلى مذاهب أخرى.
قال “وننظر إلى أقوال80 من كبار المجتهدين وأكثر مثل الأوزاعي والطبري وغيرهما”.
ثم تحدّث الشيخ أحمد أنّ هناك عدة التحديات في إصدار الإفتاء وأكّد بأنّ الإفتاء يتأثر بالسياق الزماني والمكاني والحالي وشخصية المفتي.
وقال “قد تتغير الفتاوى بأربع : الوقت والمكان والأحوال وشخصية المفتي”.
وتحدّث بأنّ من التحديات الموجودة هذا اليوم هناك فرقة من الناس يرفضون ويردّون على الفتاوى الرسمية بالآراء غير معتبرة. كما أصدر دار الإفتاء فتوى عن إباحة زكاة الفطر بالنقود وفق آراء الحنفية والبخاري وعمر بن عبد العزيز.
وقال “يردون على هذا الفتوى لأجل الشهرة وأصدرناه على الأدلة الصحيحة وفق مصالح الناس”.
دور الإفتاء في السلم الاجتماعي
قال الشيخ أحمد أنّ من أهم أهداف الفتوى الحفاظ على السلم الاجتماعي والاستقرار المجتمعي. وأوصى المفتين من إصدار فتاوى من شأنها الإخلال بالسلم أو التدخل في شؤون الدول الأخرى.
قال “نحن في مصر ونفتى لأهل مصر, وفي إندونيسيا هكذا, الإفتاء على السياق المحلي”.
وفي ختام الجلسة أكد خطاب أن دار الإفتاء المصرية ملتزمة بمواصلة اتباع قرارات المجالس الفقهية العالمية كمجمع الفقه الإسلامي بجدة ومكة المكرمة ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف. ويأمل أن يساهم التعاون مع مجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية في تعزيز منهجية الفتوى المعتدلة والواقعية، بما يعود بالنفع على الشعبين في البلدين.
Discussion about this post