يوجياكرتا- من خلال الندوة العلمية حول منهج الإفتاء بين دار الإفتاء المصرية ومجلس التجديد والإفتاء للجمعية المحمدية يوم الاثنين (17\3) في المكتب الرئيسي للجمعية المحمدية في يوجياكرتا تحدّث الشيخ شمس الأنوار رئيس الجمعية المحمدية عن منهج الإفتاء للجمعية المحمدية.
قال الشيخ شمس الأنوار أنّ للجمعية المحمدية سمات خاصة في منهج الإفتاء على أسس الأدلة الشرعية.
حيث قال “عندنا منهج الترجيح للجمعية المحمدية. وهذا منهجنا لفهم التعاليم الإسلامية وتطبيقها وفق احتياجات الناس هذا اليوم”.
أوضح الشيخ شمس الأنوار بأنّ منهج الترجيح لهذه الجمعية يتكوّن من الأساسين وهما منظور الأصل أي وفق أدلة الأحكام من القرآن والسنة ومنظور التجديد أي تفاسير النصوص وفق تطور المجتمع.
قال “لا ننتمى إلى أي مذهب ولكننا نقوم بترجيح الأقوال وفق احتياجات العصر وفق الأدلة الصحيحة”.
تحدّث الشيخ شمس الأنوار عن مرونة “منهج الترجيح” في مواجهة الديناميكيات الاجتماعية. وضرب مثالاً يتعلق بمكانة المرأة في قيادة الدولة، وهي قضية كثيراً ما يناقشها الفقهاء القدماء.
وقال “نشرح الحديث عن ممنوع قيادة المرأة على الدولة وفق تطورات المجتمع الذي نعيش فيه”.
رأى الشيخ شمس الأنوار أنّ منع قيادة المرأة مرتبط بالسياق التاريخي حيث لم يكن المجتمع في ذلك الوقت مستعدًا لقبول قيادة المرأة. وفي السياق
المعاصر، وبعد أن أثبتت المرأة قدرتها، ترى الجمعية المحمدية أن قيادة المرأة يمكن تبريرها ما دامت تلبي متطلبات الكفاءة والعدالة.
قال “لا ننكر الحديث، ولكن نحاول أن نفهمه بما يتوافق مع الواقع الاجتماعي”.
وأوضح الشيخ شمس الأنوار أيضًا أن “منهج الترجيح” تشير إلى المصادر الرئيسية للشريعة الإسلامية أي القرآن والسنة والإجماع والقياس. وبالإضافة إلى العرف والمصلحة العامة من العوامل المساعدة.
قال “نحن لا نكتفي بقراءة النص فقط، بل نأخذ بعين الاعتبار أيضًا كيفية تطبيقه في الحياة الواقعية”.
وتحدث الشيخ عن مسألة أخرى وهي تحريم تصوير الكائنات الحية الوارد في عدة أحاديث يجب أن يفهم في سياقه التاريخي.
قال أنّ في عهد النبي -صلى الله عليه وسلّم ارتبطت الصور غالبًا بعبادة الأصنام. ومع ذلك، بالإشارة إلى قصة النبي سليمان عليه السلام في القرآن الكريم،
نجد أنه كان لديه قصر مزين بمختلف الصور والتماثيل، وهذا لم يكن محرمًا. لذا، فإننا في مجلس الإفتاء نعتقد بأن الفن كالرسم والنحت جائز ما لم يخالف الشريعة الإسلامية.
ثم تحدّث الشيخ شمس الأنوار أنّ هذا النهج لا يعني الانحراف عن الشريعة، بل البحث عن حلول تتناسب مع احتياجات المجتمع.
قال “نحن لا نقول إن هذا صحيح تمامًا أو خاطئ تمامًا. نحن نحاول فقط تقديم وجهة نظر ذات صلة و مبنية على الأدلة والواقع”.
وأكد الشيخ أن الجمعية المحمدية تلتزم بمبدأ الوسطية في الإفتاء والقرار.
قال “نحن في الوسط، لا نميل إلى أقصى اليمين أو اليسار. نحترم الأصل، ونفتح أيضًا مجالًا للتجديد”.
وأكّد أنّ هذا الموقف يعكس رؤية الجمعية المحمدية كمنظمة وسطية وتجديدية.
وفي نهاية الجلسة أعرب الشيخ عن أمله في الحوار مع دار الإفتاء المصرية في إثراء منهج الترجيح للجمعية المحمدية.
قال “نريد مواصلة التعلم والتعاون لتقديم الإسلام كرحمة للعالمين”.
Discussion about this post