جاكرتا – تُجسد مستشفيات المحمدية نموذجًا راقيًا من نماذج الخدمة الصحية التي تُقدم للأمة والشعب والبشرية جمعاء، دون أن تستهدف الربح المادي أو الكسب الشخصي بل هي خدمةٌ ساميةٌ تنبع من قيم الإيثار والتكافل.
حيث قال حيدر ناصر الرئيس العام للرئاسة المركزية للجمعية المحمدية في كلمته خلال احتفال الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس مستشفى المحمدية في جاكرتا وتدشين المبنى يوم الأربعاء (14\5) إنّ هذه المسيرة العريقة في تقديم الرعاية الصحية بدأت منذ عام 1923 أي قبل استقلال إندونيسيا حيث كانت الجمعية المحمدية أول منظمة محلية تملك مستشفى في البلاد.
قال في خطابه اقتباسًا من كلمة الدكتور سيتومو في افتتاح مستشفى المحمدية في عام 1924 بمدينة سورابايا مؤكدًا أنّ خدمات الجمعية المحمدية الصحية تتسم بالشمولية والعدالة في الوصول إلى كل محتاج بلا تمييز.
وأشار إلى أن مبدأ الرحمة والإنسانية هو الأساس الذي تقوم عليه هذه الخدمات حيث يعين القوي الضعيف بدلاً من أن يسحقه كما في نظرية “البقاء للأقوى”.
وأضاف:
“المستشفيات الخاصة ذات الطابع الديني تتحلى بالتزام راسخ تجاه خدمة صحة المجتمع والوطن، مستندةً إلى خبرة طويلة وتكامل اجتماعي عميق، لذا فهي لا تنشد الربح أو المنفعة المادية.”
وشدّد على أنّ تطوير مستشفيات المحمدية في مختلف أرجاء إندونيسيا لا يتم وفق منطق المستثمر الذي يطمع في المال فقط، داعيًا صانعي القرار الحكوميين إلى تبني سياسات شاملة وتكامُلية تدعم بشكل عادل كلًا من المستشفيات الحكومية والخاصة التابعة للمنظمات الدينية.
وقال:
“لو تحققت هذه السياسات، لكان المستفيد الأول هو الدولة ولصحت الوطن أسمى المكاسب. أما إذا تسببت السياسات في الإضرار بالمستشفيات الخاصة الدينية مثل مستشفيات المحمدية – وهو ما لا نرجوه – فبلا شك ستكون الخسارة للجميع.”
وأشاد بالجهود الحكومية لكنه نبه إلى أن المنشآت الصحية العامة لم تصل بعد إلى كل فئات المجتمع، ما يستوجب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى لبناء نظام صحي شامل ومتوازن يخدم الأمة بأسرها.
وختم بالقول:
“لابد من إجراء دراسات ميدانية معمقة تستند إلى الواقع الفعلي، تُعرض للنقاش وتُقدم لوزارة الصحة، لتكون أساسًا لتطوير منظومة صحية متكاملة، تعزز التعاون بين مختلف القطاعات، وتحقق العدالة في تقديم الخدمات الطبية.”
Discussion about this post