جاكرتا- من خلال مناشبة ذكرى يوم التأسيس الرابع والتسعين لجمعية ناشئة العائشية لشابات المحمدية يوم السبت (31\5) تحدّث وزير التعليم الابتدائي والمتوسط لجمهورية إندونيسيا عبد المعطي عن الظواهر تمكن أن تهدم الحضارة.
قال أنّ الظاهرة الأولى التي يجب أخذها في الاعتبار هي موت الخبرة. كما كتب توم نيكولز وأشار نيكولز إلى أنّ التدفق السريع للمعلومات أحدث تغييرات جذرية في استقبال الإنسان للمعلومات.
وقال “تتيح لنا تكنولوجيا الإنترنت الوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة فائقة. أصبح العالم في متناول أيدينا. علاوة على ذلك يتحدث الناس الآن عن الذكاء الاصطناعي”.
مع أنّ تكنولوجيا الإنترنت توفر العديد من التسهيلات للبشر إلاّ أنّها من ناحية أخرى أصبحت عدوًا للإنسان نفسه إذ تتسبب في فقدان المزيد من الوظائف واستبدالها بالعقل المُحاكي.
فلا يقتصر الأمر على الوظائف في المجالات الرسمية بل يُشكل الذكاء الاصطناعي أيضًا تهديدًا خطيرًا للسلطات الدينية القائمة. يختار المزيد من الناس الآن البحث في جوجل بدلًا من العلماء.
وقال أنّ الظاهرة التالية هي “موت العقل الصريح” كما كتب فرانكلين فوير. تتميز هذه الظاهرة بعجز الناس عن التفكير العميق والنقدي فهم لا يفعلون سوى تبسيط المعلومات.
وأعطى عبد المعطي مثالاً لشخصٍ يعتقد حالياً أنّ مجرد قراءة عنوان خبرٍ ما يكفي ليشعر من خلاله أنّه حصل على المعلومة الصحيحة. وفي الواقع اختلقت وسائل الإعلام هذا العنوان لمجرد إثارة الضجة.
قال “لذا، أصبح هناك سلوك بشري لا يقبل الآراء لأنّه يبحث عن معلومات تُبرر ما يريده”.
الظاهرة الثالثة هي اندثار اللباقة الرقمية. يعيش العديد من الإندونيسيين في العالم الرقمي لكن مؤشر اللباقة الرقمية لإندونيسيا وفقاً لمايكروسوفت لعام ٢٠٢٠ أظهر أنها الأسوأ في دول جنوب شرق آسيا.
ويرى أنّ مستخدمي الإنترنت الإندونيسيين يبدون متساهلين للغاية عند توجيه الإهانات بكلمات مهينة في العالم الرقمي. غالباً ما تُخفى الإهانات وراء مصطلح “النقد” مع أنّ ما يُنقل لا يستند إلى العلم والمنطق السليم. فالمشكلة هي أنّ الكثيرين بمن فيهم بعض المسؤولين يضعون سياساتهم أحيانًا بناءً على ما يقوله مستخدمو الإنترنت مع أن ما يقولونه لا يعكس بالضرورة ذكائهم أو فهمهم للمشكلة.
فظهر ظاهرة جديدة أصبحت داءً شائعًا بين مستخدمي الإنترنت ألا وهي مشكلة الشعبية. فالصراع على السياسات الجيدة أو السيئة قائم على الشعبية والتي تُعززها أجهزة التنبيه.
وقال “هذه مشكلتنا الخطيرة. يمكن لمؤشر التحضر الرقمي لدينا أن يعكس التحضر الحقيقي لمجتمعنا اليوم”.
الظاهرة الرابعة التي تستدعي الاهتمام هي زوال الحياء. فالجمهور وخاصةً مستخدمو الإنترنت لا يخجلون من ارتكاب الأخطاء ولا يخجلون حتى من ارتكاب المعصية.
قال تنص التعاليم الإسلامية أيضًا على أنّ الحياء من صفات المؤمنين.
حيث قال “فإذا لم يعد الناس يخجلون من ارتكاب الأخطاء ولم يعد يخجلون من المعصية فهذا هدمٌ لتلك الحضارة”.
Discussion about this post