ديني السفير : إندونيسيا قائد حقيقي لآسيان !

يوجياكرتا- من خلال زيارة وزير التخطيط التنموي الوطني إلى الجمعية المحمدية إلى مكتب الرئاسة المركزية للجمعية المحمدية بيوجياكرتا يوم الاثنين (6/9) تحدّث سفير جمهورية إندونيسيا لدى فيتنام ديني عبدي عن عدّة التأملات المهمة حول ديناميكيات التنمية في فيتنام.

قال “الجمعية المحمدية وهذه الوزارة مؤسستان بالغتا الأهمية لهذا البلد. ونحن فخورون للغاية عندما يعمل كلاهما لبناء البلاد”.

تحدّث السفير عن التطور السريع في فيتنام بعد الإصلاح الاقتصادي عام 1986 وكيف أن تشهد فيتنام في تاريخها مسارًا طويلًا ومتعرجًا. حتى أنّ البلاد انقسمت إلى قسمين فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية ولم تستقر إلا بعد إصلاحات كبرى عام ١٩٨٦.

قال “إلى جانب الإصلاحات في الصين انفتحت فيتنام في التسعينيات وانضمت عام ١٩٩٥ إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا حيث كانت إندونيسيا صديقة فيتنام منفتحة للغاية على انضمام فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا الكبيرة”.

ومنذ ذلك الحين ظل مفهوم التنمية في فيتنام بأيديولوجيا الاشتراكية واقتصادها يعتمد على اقتصاد السوق. كما تتبنى فيتنام مفهوم دمج الاقتصاد الفيتنامي في الاقتصاد العالمي.

قال “هذا يعني أنه مهما كانت أفضل الممارسات في التنمية والاقتصاد العالمي فإن فيتنام ستتبعها”.

لقد كانت استراتيجية فيتنام مثمرة للغاية حيث شهدت خلال العقدين الماضيين نموًا بنسبة ٧-٨٪. وتحدّث السفير عن حقيقة مثيرة للاهتمام وهي أن قيمة صادرات فيتنام إلى العالم تزيد عن صادرات إندونيسيا بمقدار ١٠٠ مليار دولار.

قال “سيكون دخل الفرد في فيتنام في عام 2024 متأخرًا عن إندونيسيا بمقدار 200 دولار فقط. وإذا استمر هذا التوجه فسيتمكنون قريبًا من اللحاق بنا. لذا فإنّ أحد مفاتيح رحلتهم نحو دمج اقتصادهم في العالم الذي يوفر مساحة واسعة للقطاع الخاص في القطاعات التي تتطلب إتقان التكنولوجيا واستثمارات ضخمة”.

دور التكنولوجيا والاستثمار

استمر السفير ديني في حديثه مستشهدًا بمثال لشركة خاصة تُدعى مجموعة FPT وهي شركة تكنولوجيا تحولت الآن إلى شركة متعددة الجنسيات بإيرادات سنوية تصل إلى 1.4 مليار دولار.

قال إنّ FPT لا تركز فقط على توفير حلول برمجية بل تبني أيضًا منظومتها البيئية الخاصة من خلال قطاع التعليم حيث تدير هذه الشركة الآن جامعة تضم أكبر
عدد من الطلاب في فيتنام (170 ألف طالب) في إطار سعيها لتلبية احتياجات الموارد البشرية اللازمة لتطوير التكنولوجيا العالمية وخاصة في قطاعي الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات لتصبح لاعبًا عالميًا رئيسيًا.

ثم قال “تعاونت شركة FPT مع شركة NVIDIA إحدى كبرى شركات التكنولوجيا في إندونيسيا وهي تفتتح الآن قسمًا متخصصًا في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات في الجامعة التي أسستها. ومن هنا يتضح جديتهم في أن يصبحوا لاعبًا عالميًا”.

أضاف “قال مؤسس NVIDIA ذات مرة إن جنوب شرق آسيا يجب أن تصبح قوة رقمية عالمية لتتمكن من منافسة الصين والهند وأمريكا والاتحاد الأوروبي وهي دول رئيسية في العالم. لذا في هذا السياق تلعب إندونيسيا بصفتها قائدًا حقيقيًا في رابطة دول جنوب شرق آسيا دورًا محوريًا للغاية”.

وتحدّث حول الدور المحوري لإندونيسيا في قيادة رابطة دول جنوب شرق آسيا أنّ إندونيسيا هي “القائد الحقيقي لرابطة دول جنوب شرق آسيا” حيث تتجسد روح الرابطة في إندونيسيا وحتى السياسة الخارجية لرابطة دول جنوب شرق آسيا تشير أيضًا إلى سياستها الخارجية الحرة والنشطة التي لا تنحاز لأحد.
إندونيسيا هي القائد الحقيقي لرابطة دول جنوب شرق آسيا . لذا يجب على قادة آسيان ودولها على الأقل أن ينجحوا في الحفاظ على هذه المنطقة خالية من الصراعات الكبرى في العالم حتى نتمكن من البناء. إندونيسيا وفيتنام وحدهما تُشكلان أكثر من نصف سكان آسيان،” اختتم كلمته.

الجمعية المحمدية شريك استراتيجي كبير

دعا السفير الجمعية المحمدية كأحد الشركاء الاستراتيجيين إلى مواصلة العمل معًا لتثقيف حياة الأمة. وأكد أن التعليم ليس مجرد هدف بل هو سبيل لتعزيز الاقتصاد وتحقيق رؤية أن تصبح دولة متقدمة.قال “لذلك نفكر في التعاون مع شريك كبير ومن أبرزها هذه الجمعية .”