تايوان- تُعرف تايوان بأنها دولة متقدمة في مختلف مناحي الحياة، وهذا بلا شك يؤثر على عدد المهاجرين المرتفع. ويتجلى ذلك في عدد المهاجرين الإندونيسيين في تايوان. الذي وصل إلى ما يقارب 500,000 شخص. ومع هذا العدد الكبير فإن أجواء الاحتفالات الدينية مثل عيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عن تلك الموجودة في إندونيسيا.
تحدّث داماس باريك رئيس الرئاسة البلدية الاستثنائية للجمعية المحمدية في تايوان عن أجواء عيد الأضحى يوم السبت (7\6).
قال “هذا العام أقيمت صلاة عيد الأضحى في مسجد تايبيه الكبير على دفعتين نظرًا لكثرة المصلين. وشعرنا وكأننا في إندونيسيا. بعد الصلاة توجه الكثيرون مباشرةً إلى حديقة المدينة المقابلة للمسجد للتنزه وفرش السجاد ولقاء الأصدقاء القدامى وحتى تبادل الطعام. كان هذا الجو مؤثرًا للغاية لأنه في خضم
القيود ما زلنا قادرين على الاحتفال بهذا اليوم الإسلامي العظيم بفرح ومحبة كبيرين”.
بالإضافة إلى صلاة عيد الأضحى والاجتماع بعد العودة من المسجد مارس الإندونيسيين أيضًا تقليد شواء الساتي على غرار إندونيسيا. ويدعم هذا الترابط
سكن المواطنين الإندونيسيين الذين غالبًا ما يجتمعون في مكان واحد.
أوضح داماس أيضًا أنّ هذا التقليد ليس مجرد برنامج غذائي. بل هو شكل من أشكال الحفاظ على التراث الثقافي للأطفال الذين ولدوا أو نشأوا في تايوان. وهذا يعتبر من وسائل دعوة الأطفال للتعرف على الإسلام وأجواء عيد الأضحى الإندونيسية. حتى وإن كانت أقل ازدحامًا من أجواء مسقط رأسهم.
ورغم حماس الإندونيسيين وتفاعلهم إلاّ أنّ عدة أمور مثل محدودية اللحوم والمساحة قد تُشكّل أحيانًا عقبات أمام القيام بأنشطة التجمع معًا. في تايوان، يتمتع العديد من السكان بأوضاع اقتصادية مستقرة ويفضلون التضحية خارج البلاد وخاصةً في الدول ذات الاحتياجات الخاصة.
مع ذلك لا يزال هناك من يضحي في تايوان. بالإضافة إلى ذلك التأكد من أن أنشطة مثل شواء الساتي لا تُزعج السكان المحليين وخاصةً المحليين مهم جداً .
عادةً ما نُقيمها على أسطح المنازل بمعدات بسيطة مع الحفاظ على النظافة والأمن لضمان علاقات جيدة مع الجيران. كل هذا جزء من طريقتنا في إظهار أن
الإسلام دين سلمي مليء بالتسامح.
قال داماس “بصفتنا ممثلين للمواطنين الإندونيسيين وخاصةً المسلمين فإن زخم عيد الأضحى في تايوان يعتبر من أشكال التزام لأعضاء الجمعية المحمدية. وأن هذا النوع من الاحتفال في بلد أجنبي ليس مجرد لحظة داخلية للمجتمع بل هو أيضًا شكل من أشكال تمثيل الإسلام للمجتمع الأوسع.”
يُمثل العدد الكبير من السكان المحليين أو الأجانب المهتمين بالاحتفال بعيد الأضحى فرصة ذهبية للتوعية بقيم التضحية والتضامن والمحبة في الإسلام. يتعزز هذا الشعور عندما يرون الإندونيسيين يتعاونون بعضهم بعضا في تجهيز الطعام. ومن هنا سيفهمون أنّ الإسلام لا يقتصر على الشعائر الدينية فحسب بل يشمل الإنسانية أيضًا.
قال “نطمح إلى بناء مسجد الجمعية المحمدية في تايوان ليصبح لاحقًا مركزًا للأنشطة الدينية والتعليمية والثقافية. ليس فقط لأعضاء هذه الجمعية بل لجميع الجاليات الإندونيسية في الشتات والمجتمعات الإسلامية الأخرى. نأمل أن يصبح هذا المسجد صرحًا كبيرًا يُسهّل الدعوة بشكل أكثر تنظيمًا واستدامة. بفضل مسجده الخاص سيكون في تايوان تنظيم برامج بحرية أكبر بما في ذلك الدراسات الدينية للأطفال وتدريب الدعاة وإدارة أفضل للأضاحي”.
Discussion about this post