يوجياكرتا-طرحت الرئاسة المركزية للجمعية المحمدية لحظةً مهمةً في تاريخ التقويم الإسلامي مرحبةً بتشابه تحديد 1 محرم 1447 هـ بين التقويم الهجري العالمي الأحادي وتقويم أم القرى المُطبّق رسميًا من قِبل المملكة العربية السعودية. ينصّ كلاهما على أن رأس السنة الهجرية يوافق يوم الخميس 26 يونيو 2025.
يُظهر هذا التشابه أنه على الرغم من اختلاف خلفياتهما المؤسسية وأساليبهما التقنية إلا أن التقويم الأحادي وتقويم أم القرى يتشابهان في أمرين أساسيين:
أولاً, يعتمد كلاهما على طريقة الحساب الفلكي وليس على الرُؤية. ثانيا أنهما عالميين أي أنهما ينطبقان على العالم الإسلامي بأكمله وليس على المناطق المحلية أو الوطنية فقط.
تحدّث الرئيس العام للجمعية المحمدية حيدر ناصر في افتتاح تدشين التقويم الهجري العالمي الأحادي يوم الأربعاء (25/6) أنّ هذا التقويم خطوة استراتيجية في مواجهة تحديات العصر.
وأكد “العولمة أشبه بقطار عملاق. إن لم نكن مستعدين فسوف نُسحق. ولكن إذا تمكنا من الاستفادة منها فستصبح وسيلة مهمة لاستكشاف العالم”.
وفي خضم التدفق السريع للعولمة أكد الرئيس العام على أهمية التقويم الإسلامي الذي يوحد المسلمين في الوقت – يوم واحد وتاريخ واحد وشهر واحد – الذي لا يلغي الهوية الوطنية بل يعزز مكانة المجتمع في الساحة العالمية.
رأى أنّ هذا التقويم جزء من جهاد المسلمين الأعظم أي الجهاد في العلم والتكنولوجيا وتوحيد المجتمع.
ودعا إلى تنحية اختلافات المصالح والمرجعيات والمذاهب جانبًا وإعطاء الأولوية للأخوة الإسلامية القائمة على المعرفة والمصالح المشتركة.
قال “عندما يتعلق الأمر بالفقه أو اختلافات قراءات الصلاة فهذا أمر جيد. ولكن عندما يتعلق الأمر بدوران القمر والشمس والأرض فهذا أمر مؤكد. لماذا يمكن أن يكون هناك اختلاف من يوم إلى ثلاثة أيام بين فئة من المسلمين وأخرى”.
كما أعرب عن أسفه لأن الطبيعة الدقيقة والعلمية للتقويم لا تزال مصدرًا للانقسام بين المسلمين.
قال أنّ التقويم الأحادي شكل من أشكال انفتاح الجمعية المحمدية على الاجتهاد الجديد والتطورات العلمية فضلاً عن كونه مساهمة حقيقية في توحيد وقت المسلمين عالميًا.
ومع تحديد التقويم الأحادي وتقويم أم القرى في وقت واحد ليوم 1 محرم 1447 هـ تأمل الجمعية المحمدية أن يكون هذا نقطة البداية لظهور وعي جماعي للمسلمين للترحيب بحضارة جديدة في نظام زمني إسلامي أكثر دقة وشمولاً وعالمية.