يوجياكرتا-تحدّث خبير علم الفلك للجمعية المحمدية نجم الدين سيف الله يوم الثلاثاء (١/٧)، بأنّ منهج “اتحاد المطالع” في تحديد بداية الشهر الهجري يُمكن تبريره من الناحيتين الشرعية والعلمية.
وفي علم الفقه يُشير هذا المنهج إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ. (صحيح البخاري ومسلم).
وأضاف نجم الدين أنّ هذا الحديث مُدعّم بقولٍ آخر للنبي صلى الله عليه وسلم:
الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون. (رواه الترمذي).
يُؤكّد هذا الحديث على أهمية وحدة الناس في أداء العبادات وليس مجرد رؤية الهلال محليًا. ويرى نجم الدين أنّ هذا هو الأساس يُمكن بل ينبغي توحيد التقويم الإسلامي عالميًا. من منظور فلكي يدعم مفهوم اقتران القمر بالشمس (أي : الاجتماع) الذي يحدث عالميًا نهج الوحدة الرياضية. هذا يعني أن الحدث الفلكي الذي يُشير إلى نهاية الشهر القديم وبداية الشهر الجديد يحدث في آنٍ واحد في جميع أنحاء العالم، حتى مع اختلاف التوقيتات المحلية.
قال “إذا استوفى الهلال معايير الرؤية وأمكن رصده في منطقة من العالم فيمكن تحديد بداية الشهر الهجري عالميًا”.
قال أنه يُمكن الآن حساب بيانات الهلال بدقة بفضل التقدم في تقنيات الرصد ونماذج الرؤية.
مع ذلك لم ينكر وجود آراء أخرى تُعطي الأولوية لاختلاف المطالع أو الاختلافات المطلقة. ويستند هذا النهج إلى حديث كريب برواية مسلم عندما رفض ابن عباس باتباع رؤية الهلال في الشام واستمر في رؤية الهلال في المدينة المنورة. ويرى بعض العلماء أن هذا دليل على أن لكل بلد رؤيته الخاصة. عنْ كُرِيبٍ … قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا، هَكَذَا أَمْرَنَا رَسُولُ اللَّهِ(رواه مسلم).
يرى نجم الدين أن هذا الاختلاف يُعتبر خلافًا مُعتبرًا. مع ذلك عند النظر إليه من منظور الرفاهية العالمية اليوم وخاصةً في جهود توحيد المسلمين في العصر الحديث يصبح نهج اتحاد المطالع أكثر ملاءمةً وقابليةً للتطبيق.
وأكد أن “وحدة الرياضيات لا تتوافق فقط مع النصوص الشرعية التي تُؤكد على الوحدة بل تتوافق أيضًا مع الواقع الفلكي واحتياجات المجتمع الإسلامي العالمي”.
واختتم نجم الدين بيانه بالدعوة إلى أهمية التسامح في هذه الاختلافات في الاجتهاد.
لكل نهجٍ دليلٌ نصيٌّ وعلميٌّ. ومع ذلك فإنَّ روحَ توحيدِ المجتمعِ على أساسٍ علميٍّ وشرعيٍّ تستحقُّ مواصلةَ النضالِ من أجلها.
Discussion about this post