يوجياكرتا- من خلال الدرس الأسبوعي لمجلس الإفتاء والتجديد للجمعية المحمدية عبر الإنترنيت يوم الأربعاء (6\8) تحدّث الشيخ شمس الأنوار رئيس الجمعية المحمدية أنّ مبدأ اتحاد المطالع رأي جمهور العلماء.
شرح الشيخ مفهوم المطلع وتطبيقه لتوحيد تحديد بداية الشهر الهجري عالميًا بناءً على رؤية الهلال في منطقة معينة.
وأوضح شمس الأنور أن مصطلح المطلع مشتق من الكلمة العربية “طلع” والتي تشير إلى الموقع الذي يظهر فيه الجرم السماوي. وهو الهلال في هذه الحالة لأول مرة في الأفق بالنسبة لراصد على الأرض.
قال “الهلال هو المنطقة التي يُرى فيها القمر لأول مرة وعادةً ما يكون في أقصى شرق الأرض. إذا كان الهلال مرئيًا هناك فستكون المناطق الواقعة غربًا قادرة نظريًا على رؤيته أيضًا مع أن الطقس أو الغطاء السحابي أو حدة البصر قد تؤثر عليه”.
واستشهد بمثال رمضان عام ١٤٩٥ هـ عندما رُصد الهلال لأول مرة على الساحل الشرقي للبرازيل باستخدام المنظار. حتى جنوب إفريقيا تمكنت من رؤيته بالعين المجردة إذا كان الطقس مناسبًا.
مع ذلك في المناطق الشرقية مثل إندونيسيا كان الهلال لا يزال تحت الأفق وبالتالي غير مرئي.
قال “هذا يدل على أن حركة الأرض تتسبب في تحول رؤية الهلال من الشرق إلى الغرب مع زيادة ارتفاع القمر”.
قال شمس الأنوار أنّ اتحاد المطالع هو رأي جمهور الفقهاء من المذاهب الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
ويؤكد أن رؤية الهلال في مكان واحد تنطبق على العالم كله بغض النظر عن اختلاف الهلال.
عند المذهب الحنفي ذكر ابن نجيم المصري أن رؤية الهلال في بلد واحد تلزم البلدان الأخرى. وعلى المسلمين في الشرق الصيام بناءً على رؤية الهلال في الغرب.
عند المذهب المالكي أكد محمد بن إبراهيم بن خليل في كتابه “جواهر الدرر” أن تحديد الصوم شامل لجميع البلدان قريباً أو بعيداً.
فالمذهب الشافعي يرى الماوردي أن هناك ثلاثة آراء من قول القائلين بصحة الرؤية في مكان واحد على وجه العموم إلى قولهم بتقييدها. إلا أن الإمام النووي في شرحه الصحيح لمسلم يؤيد مبدأ اتحاد المطالع.
يرى المذهب الحنبلي ومنهم ابن قدامة أن رؤية الهلال في بلد توجب الصيام على جميع الناس استنادًا إلى حديث “صوموا لرؤيته” وإجماع الحنابلة.
كما أكد ابن عسير (ت 1993) أن أقوال السنة وأقوال المذهب تؤيد هذا المبدأ. الأساس الرئيسي لاتحاد المطالع هو حديث أبي هريرة: “صوموا يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تذبحون”.
وأوضح أن صيغة الجمع لكلمة “تصومون” تدل على العالمية. لذا فإن هذا الاحتفال عالمي في جميع أنحاء العالم. واستشهد أيضًا بحديث من صوم لرؤيته.
وأكد أن اتحاد المطالع هو النهج الأكثر توافقًا مع الأدلة الشرعية وآراء جمهور العلماء وهو مفتاح توحيد التقويم الهجري العالمي.
Discussion about this post