كيب تاون- من خلال منتدى مجموعة العشرين بين الأديان (IF20) تحت الموضوع “أوبونتو في العمل: التركيز على المجتمعات الضعيفة” في كيب تاون بجنوب أفريقيا يوم الاثنين (11\8). تحدث عبد المعطي وزير التعليم الابتدائي والمتوسط لجمهورية إندونيسيا عن الأوضاع التعليمية في إندونيسيا. عُقد هذا المنتدي من 10 إلى 14 أغسطس 2025.
عقد هذا المنتدى بحضور عدّة الشخصيات البارزة من مختلف الأديان والبلدان منهم المدير التنفيذي لمعهد ليمينا ماثيو هو والمديرة التنفيذية لمنظمة أريغاتو الدولية في جنيف ماريا لوسيا أوريبي توريس ورئيس مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان إبراهيم صالح النعيمي ووزيرة التعليم الابتدائي في جنوب أفريقيا سيفوي غواروب.
رأى عبد المعطي أنّ التعليم الجيد والشامل والقائم على تربية الأخلاق هو مفتاح بناء الحضارة السلمية المستدامة.
منذ عام 2014بدأ هذا المنتدي كمنصة للتواصل بين الأديان لصياغة توصيات السياسة على مستوى مجموعة العشرين وربط القيم الدينية بالبرامج العالمية للسلام والازدهار والاستدامة.
أدار النقاش المدير التنفيذي لشبكة تكوين السلام الدينيين والتقليديين محمد السنوسي و مانيراج سوكديف من جامعة بريتوريا.
التعليم للجميع
قال عبد المعطي في محاضرته أنّ التعليم هو السبيل الأكثر فعالية لبناء الحضارة.
قال “فلا ينبغي استبعاد أي طفل من المدرسة لأسباب اقتصادية أو موقع جغرافي أو حالة بدنية أو جنس ناهيك عن الاختلافات في القبيلة أو العرق أو الدين”.
وأكد على أهمية الثقافة الدينية بين الثقافات في مجتمع متعدد الثقافات كركيزة أساسية لبناء الأخلاقية.
قال أنّ في ظل تحديات “جيل الفراولة” وهو مصطلح شائع يُستخدم لوصف جيل شاب مبدع ولكنه ضعيف نفسياً يجب أن يعزز التعليم العادات الإيجابية منذ الصغر.
أشار عبد المعطي إلى أن الوزارة تشجع على اتخاذ خطوتين رئيسيتين. أولاً تعزيز حركة العادات السبع للأطفال الإندونيسيين المتميزين من الاستيقاظ باكراً إلى النوم باكراً. ثانياً تعزيز دور جميع المعلمين كأوصياء يوجهون الطلاب شاملاً وليس في التدريس فقط.
كما أكد عبد المعطي أيضاً على أهمية دور معلمي التوجيه والإرشاد في بناء الشخصية. وذكر أن وزارة التعليم الابتدائي والمتوسط لجمهورية إندونيسيا أطلقت دليل لتطبيق التوجيه والإرشاد الممتع للأطفال.
ثم تحدّث عن منهج التعلم العميق الذي سيتم تطبيقه في كل مدرسة في إندونيسيا. التعلم العميق هو منهج تعلم مصمم لمعالجة فقدان التعلم. يشجع الأطفال ليس على التعلم فقط بل أيضاً على فهم الدروس أعمق وأكثر شمولية. ويركز التعلم العميق على ثلاثة جوانب متكاملة وهي المرح والهادف والواعي.
التناغم من خلال التعليم
تحدث عبد المعطي أن التعليم الديني الجيد يُعزز التفاهم والاحترام المتبادلين بين المجتمعات الدينية.
قال “علينا القضاء على مواقف اللوم والكراهية والعداء تجاه أتباع الديانات الأخرى ووصمهم بالكفر وتضليل الناس أو الجماعات ذات الفهم والتأويلات والأفكار والمعتقدات والمذاهب الدينية المختلفة”.
من المتوقع أن يكون التعليم سبيلاً لبناء التعاون بين الأديان والأعراق والثقافات لحل المشكلات العالمية مثل أزمة المناخ والصراعات بين الدول.
قال أنّ مع توفير التعليم الجيد الشامل للجميع لا سيما في المدارس الدينية وتأهيل المعلمين والمحاضرين والخطباء في أي ديانة كانت.”
قال “يُؤمل أن يُسهم ذلك في تعزيز فهم ووعي جديدين للتفاهم المتبادل والمواقف الإيجابية تجاه معتقدات مختلف الشعوب والجماعات واحترام حضارات وثقافات وأديان ومعتقدات الشعوب والجماعات الأخرى وإعطاء الأولوية للأخوة الإنسانية والعيش بسلام ووئام بين البشر”.
اختتم محاضرته آملاً أن تبدأ التغييرات الجذرية بعادات صغيرة ومتسقة مدعومة بأركان التعليم الأربعة: المدرسة والأسرة والمجتمعات ووسائل الإعلام.
ووصف برامج محو الأمية الدينية بين الثقافات مثل البرامج التي طورها معهد ليمينا بأنها بالغة الأهمية لإنتاج جيل شاب ذكي وحكيم.
قال “من خلال التعاون بين البلدان والثقافات والأديان يمكننا إنتاج جيل شاب ليس ذكياً من الناحية الأكاديمية فحسب بل وحكيماً أيضاً في الحياة الاجتماعية”.
Discussion about this post