يوجياكرتا-من خلال افتتاح نشاط “مدرسة إيديولوجيا الجمعية المحمدية” في جامعة أحمد دحلان بيوجياكرتا يوم الاثنين (11\8) تحدّث الرئيس العام للجمعية المحمدية حيدر ناصر أنّ إيديولوجيا هذه الجمعية يوافق النظرة العالمية الإسلامية.
وقال أنّ الدراسة حول إيديولوجيا الجمعية المحمدية لازمة لجميع أعضائها.
ثم قال “لتجنب الانجراف وراء تيارات فكرية متشابهة ظاهريًا فقط”.
حيث قال “منذ نهاية القرن الأول الهجري كانت المدارس الدينية مراكز للنقاش وتطور الفكر الإسلامي بدءًا من الفقه وأصول الفقه والتفسير والحديث والفلسفة. تشمل هذه الرحلة التطورات من عهد الخلفاء الراشدين وسقوط بغداد عام ١٢٥٨ ومجد الإسلام في الأندلس وحتى نهاية الحكم الإسلامي في قرطبة عام ١٤٩٢”.
قال حيدر أنه على مر التاريخ الإسلامي كانت هناك مدارس دينية متنوعة ذات توجهات مختلفة. فقد اتسمت مدارس الحديث في الحجاز بالنهج البياني بينما ركزت مدارس الرأي في الكوفة التي تتأثر بفكر الإمام أبي حنيفة على النهج البرهاني أو العقلاني”.
ثم تحدّث أنّ هذه الاختلافات من أشكال ثراء الفكر الإسلامي كما يتجلى في النقاشات بين شخصيات بارزة مثل الغزالي وابن رشد.
قارن حيدر بين تطور المدارس الدينية الإسلامية بالتراث الفكري الغربي. وتطرق إلى ظهور مدرسة فرانكفورت في ألمانيا التي أنتجت نظريات نقدية ردًا على الوضعية التي يعود تاريخها إلى أوغست كونت. تطور هذا النقاش لاحقًا إلى نظريات ما بعد الحداثة والماركسية الجديدة من خلال شخصيات مثل ثيودور أدورنو وماكس هوركهايمر.
ثم أوضح حيدر أن إيديولوجيا هو نظام نضالي يجسد رؤية عالمية ومُثُلًا عليا واستراتيجيات لتحقيقها.
قال “إذا كانت النظرة العالمية قائمة على العلمانية فإن المُثُل ستكون علمانية. وإذا كانت قائمة على الدين فإن النظرة العالمية ستكون دينية”.
قال أنّ في العالم الحديث توجد أيديولوجيات مُتنوعة. منها الرأسمالية القائمة على الفردية إلى الاشتراكية التي تُشدد على الجماعية إلى مجموعة مُتنوعة من التوجهات الأخرى.
أضاف حيدر أن التنوع الفكري في الإسلام أمرٌ لا مفر منه. وتعود جذوره إلى مدرستين فكريتين رئيسيتين وهما مدرسة الحديث ومدرسة الرأي. وعلى مرور التاريخ أنتجت هاتان المجموعتان أجيالًا مُعقدة.
قال حيدر “لكل فئة خصوصية تميزها مع الأخرى ولا نتأثر بسهولة بالتيار السائد أو نتبنى أفكارًا متشابهة للوهلة الأولى لكنها مختلفة في الواقع”.
للجمعية المحمدية توجهها الخاص ليميزها عن غيرها من الجماعات.
ونبّه حيدر إلى أنه ليس من النادر أن تنخرط أعضاء الجمعية المحمدية ورؤسائها من المستوى المركزي إلى المستوى الفرعي في حركات أو أفكار متشابهة ظاهريًا لكنها مختلفة جوهريًا.
قال حيدر فإن دين الإسلام عند الجمعية المحمدية يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المقبولة على المنهج العقلاني.
يغطي هذا الإرشاد طيفًا واسعًا من المواضيع من خلق السماوات والأرض إلى ظواهر الحياة البشرية. لأن القرآن والسنة لا يقتصران على الأوامر والنواهي فحسب فإن المسلمين مطالبون بدراستهما بجدية لتجنب الوقوع في منظور متحيز للإسلام.
أكد حيدر أن تفهيم الإسلام يشمل ثلاثة أطر وهي البيان (الأساسي) والبرهان (العقلاني) والعرفاني (الضمير). ترى الجمعية المحمدية لا يكفي تفهيم الإسلام بمنهج واحد بل أن يجمع بين هذه الأطر الثلاثة معاً.
قال “إذا قرأتم شيئاً من القرآن والسنة عليكم بفهمه لغويًا وترجمته بدقة وتتبع معناه وربطها بسياقه وفهم مقصده. هذه هي الطريقة التي علّمها الشيخ أحمد دحلان لفهم الإسلام كلياً لا بشكل أسود وأبيض ولا بشكل جزئي”.
Discussion about this post